ارتفاع أسعار الغذاء في السوق الدولية.. هل ينتظر العالم تفاقم الأزمة؟
وبحسب تصريحات شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فإن ما يتم إنتاجه في عالم الغذاء يكفي للجميع، ومع ذلك فإن 14٪ من الغذاء المنتج يضيع، ونسبة الفاقد من الطعام. يصل حجم الإنتاج العالمي إلى 17٪.
والأسوأ من ذلك أنه بينما ينتج العالم ما يكفي من الغذاء للجميع، فإن عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع بحلول نهاية عام 2020 قد وصل إلى 811 مليونًا.
في ظل تفاقم أزمة ارتفاع أسعار الغذاء، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد، ما لم يتم تفعيل برامج الحماية الاجتماعية.
أسعار المواد الغذائية
ورغم أن تقديرات مدير الفاو لإنهاء الجوع بحلول عام 2030 تتطلب 40 إلى 50 مليار دولار، إلا أن هذه المبالغ ضئيلة مقارنة بقيمة الناتج المحلي الإجمالي العالمي الذي تقدره قاعدة بيانات البنك الدولي بنحو 84.8 تريليون دولار.
مما لا شك فيه أن أصغر الحروب التي اندلعت في العديد من مناطق العالم تكلف أضعاف الاستثمار اللازم للقضاء على الجوع.
ومع ذلك، فإن الأزمة المتوقعة التي قد تؤدي إلى تفاقم الجوع في جميع أنحاء العالم هي الزيادة المستمرة في أسعار المواد الغذائية. تقدر الفاو أن متوسط مؤشر أسعار الغذاء في سبتمبر 2021 قد ارتفع بنسبة 32.8٪ على أساس سنوي، مقارنة بمستوى الأسعار في سبتمبر 2020.
وعزت الفاو ارتفاع مؤشر الأسعار إلى ارتفاع أسعار معظم الحبوب والزيوت النباتية والألبان والسكر والقمح.
وتهدد هذه الزيادة في أسعار الغذاء بتكرار الأزمة التي مر بها العالم في عامي 2006 و 2008. ومن المقاربات الغريبة أن الأزمة المتوقعة لارتفاع أسعار الغذاء تصاحبها أزمة في ارتفاع أسعار الطاقة كما حدث في عامي 2006 و 2007.
أسعار الوقود
لكن هل ستؤدي أزمة ارتفاع أسعار الوقود إلى ما حدث في عامي 2006 و 2007، عندما تحولت بعض الدول – خاصة تلك المنتجة للسلع الزراعية – إلى إنتاج ما يعرف بالوقود الحيوي؟ أي إنتاج الوقود الأخضر من الذرة والسلع الزراعية الأخرى، مما سيزيد من تفاقم أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
في ضوء واقع القراءة، تشير الدلائل القريبة إلى أن أسعار المواد الغذائية ستستمر في الارتفاع – على الأقل – على المدى المتوسط ، أي خلال عام من الآن، بسبب الارتفاعات المتتالية في أسواق النفط، ومن المتوقع أن تستمر. تصل إلى 90٪ في النصف الأول من عام 2022 في الواقع، تعتقد بعض التقديرات أن سعر النفط سيقترب من 100 دولار للبرميل.
إذا تحقق سيناريو استمرار ارتفاع أسعار النفط، فسوف ينعكس ذلك في العديد من متطلبات إنتاج الغذاء ونقله وتوزيعه في جميع أنحاء العالم. لذلك فإن الدول النامية والدول الأقل نموا ستكون في مأزق، خاصة الدول التي تعتمد على الواردات في الأمن الغذائي، وللأسف كل الدول العربية تندرج تحت هذا التصنيف.